يعد قسم اللغة الإنجليزية من أعرق الاقسام العلمية بجامعة بنغازي والتي كانت تعرف منذ انشائها بالجامعة الليبية وعندما انتقلت الى مقرها الجديد بمنطقة قاريونس أطلق عليها جامعة قاريونس وبعد سنة 2011 تم تغيير اسمها الى جامعة بنغازي. وقسم اللغة الإنجليزية هو ثان قسم يتم انشاؤه بالجامعة بعد قسم اللغة العربية وكان ذلك في عام 1955 ومنذ ذلك التاريخ عمل قسم اللغة الإنجليزية على تخريج أجيال من حملة الشهادة الجامعية الأولى في مجال اللغة الإنجليزية وآدابها. وفي عام 1997 وبعد عودة الكثير من أعضاء هيأة التدريس بالقسم من الخارج وحصولهم على درجة الدكتوراه في مجال علوم اللغة الإنجليزية كان لزاما فتح قسم الدراسات العلية الذى يهدف الى تخريج دفعات من حملة الماجستير في مجال اللغة الإنجليزية وآدابها. حيث انخرط بالقسم طلاب شعبتي علم اللغة والترجمة في برنامج واحد يعرف ببرنامج اللغة الإنجليزية واللغويات.

وقد استقبل القسم العديد من الطلاب من كلا الشعبتين وكان نظام الدراسة ما يعرف بنظام السنة حيث يدرس الطلاب ثمان مواد اجبارية وبعد اجتياز هذه المواد بنجاح يشرع الطالب بكتابة أطروحة الماجيستير. واستمر برنامج الدراسات العليا من نجاح الى نجاح حتى هبت رياح التغيير لمواكبة العصر وفتح افاق جديدة من العلم والمعرفة. حيث بدأت خطوة جديدة من أجل مواكبة التقدم الذي طرأ على برنامج الدراسة العليا في أعرق جامعات العالم. وبناء على ذلك وبعد جهود مضنية ومع بزوغ فجر عام 2017 بدأ عصر جديد من عصور الدراسة العليا بقسم اللغة الإنجليزية.

وقد تمثل ذلك بتغيير نظام الدراسة بشكل شبه كامل حيث تحول النظام السنوي التقليدي الى نظام عملي وطموح الا وهو النظام الفصلي وانقسمت المواد الى قسمين: مواد إجبارية ومواد اختيارية وأصبح هناك شعبتين: شعبة علم اللغة التطبيقي وشعبة اللغة وعلوم الترجمة. وتم تقسيم كل شعبة الى فرعين بما يلائم قدرات الطلاب ويلبي طموحاتهم واحتياجاتهم بأسلوب علمي مدروس معمول به بأرقى الجامعات في العالم ففي كل شعبة فرعان الأول دراسة مواد فقط مع بحث التخرج والثاني دراسة مواد مع كتابة رسالة الماجستير.

وقد اتى هذا التغيير اكله فتهافت على قسم الدراسة العليا العشرات من الطلاب من كافة انحاء ليبيا طبا للعلم والمعرفة ونتيجة لذلك اضطر القسم الى اجراء امتحان المفاضلة. ويدرس الان حوالي مائتي طالب وطالبة بمختلف الشعب والفروع. وقد كان لهذا البرنامج الطموح الأثر الطيب في نفوس طلابنا المتطلعين الى العلم والمعرفة خاصة بعد قفل الايفاد الى الخارج الأمر الذي أدى الى التحاق المعيدين من كافة ربوع ليبيا بالدراسة العليا دون الحاجة الى اجراء امتحان مفاضلة لهم. وبدأت عجلة الإيفاد الداخلي تدور من جديد بعد سنوات عجاف كان فيها المعيد مجرد موظف مع وقف التنفيذ.

إن طموحنا بقسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات لا يقف عند هذا الحد لأننا نرنو الى المستقبل بنظرة التفاؤل والأمل وعليه فقد قدم قسم اللغة الإنجليزية الى جهات الاختصاص بالتعليم العالي بالحكومة الليبية المؤقتة برنامجا متكاملا للحصول على درجة الدكتوراه في مجال اللغة والترجمة. ونحن الان قاب قوسين أو ادني من تفعيل هذا البرنامج المعمول به بكل من بريطانيا وامريكا وبعض الدول العربية مثل السعودية والأردن. ومن المزمع أن يبدأ هذا البرنامج في أقصر وقت ممكن وذلك بعد موافقة لجنة الجودة بالتعليم العالي. وهذا البرنامج لم يأتي من فراغ فهو ثمرة كفاح طويل من القائمين عليه وقد شجعهم على ذلك النجاح الباهر الذي حققه برنامج الماجستير الذي أهدى الى المجتمع أكثر من 90 طالبا وطالبة من حملة الماجستير. والامر الثاني هو الكفاءة العالية لأعضاء هيأة التدريس في مجال تخصصهم حيث يبلغ عدد الحاصلين على درجة أستاذ دكتور خمسة بالإضافة الى اربعة من حملة درجة أستاذ مشارك. ها هو قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات الفتيه يضرب المثل الأعلى في الإخلاص والتفاني وحب العمل في صمت من أجل اتاحة الفرص لأجيال من الخرجين من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه للدفع بهم الى المجتمع لكي يساهموافي تطور هذا البلد الذي يستحق منا كل خير.